الوصف
للوهلة الأولى، تبدو العلاقة بين الإخوان المسلمين والشيعة علاقة تضاد أو تنافر؛ ففي الظاهر لا مجال لجمع حركة سياسية سنية المذهب سلفية العقيدة كجماعة الإخوان المسلمين مع الطائفة الشيعية التي هي من المنظور السني السلفي فرقة ضالة. فجماعة الإخوان المسلمين كحركة سياسية هي في النهاية إفراز لمجتمع سني تخاطبه وتطلب تأييده وتوعده بالإصلاح والتغيير عكس الشيعة تماما.
هذا هو الظاهر لكن التعمق في قراءة وتحليل نشأة الحركة الشيعية أو الشيعة في أواخر القرن الأول الهجري، كحركة سياسية دينية واسعة لها تنظيم سري ثوري يشعل الثورات ويقيم الدول، كالدعوة العباسية في خراسان- شرق إيران حاليا- سنة 132 هجرية، والدعوة الاسماعيلية في المغرب العربي سنة 296 هجرية، بجانب تنظيمات “جماعة إخوان الصفا، والقرامطة، والحشاشون”، سنجد أن الشيعة يشكلون حركة سياسية واسعة ممتدة بامتداد العالم الإسلامي، ولا وجود لطائفة دينية منفصلة أو متمايزة مذهبيًا، فظهور الطائفة الشيعية بمعني أنها انشقاق ديني ظهر واستقر في منتصف القرن الرابع الهجري.
(من مقدمة المؤلف)