Description
مع بدايات القرن التاسع عشر في مصر ظهر انطلاقة جديدة في تطوير المجتمع المصري. بدأ ذلك بعد تولي محمد علي باشا حكم مصر في 1805م، والذي اختلف كثيرًا عمن سبقوه من ولاة الدولة العثمانية على مصر؛ وقد أدى ذلك إلى وجود حراك في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والذي أدى بدوره لتغيير وضع المرأة في مصر بالتدريج منذ ولاية محمد علي باشا وحتى نهاية عهد الخديو إسماعيل، وذلك كان لامتداد دور المرأة في القصور العثمانية في استنبول مقر الخلافة، وبعد أن ساعد إسماعيل في تعليمها ونيلها لبعض مكتسباتها المشروعة، وسعى بجهد لتنال المرأة حقوقها، والاستفادة من قدراتها لخدمة مجتمعها.
تركز هذه الدراسة على تناول الأعمال الخيرية والأوقاف لنساء أسرة الخديو إسماعيل، وتتبع أدوار نساء القصور الحاكمة وتطور أوضاعهن داخل الحرملك، فكان لنساء الأسرة قصور خاصة لهن ومن بينهن الأميرات بنات الخديو بالتبني جميلة وفائقة وتوحيدة ، ودراسة التسلسل التاريخي لأوضاعهن وعاداتهن داخل القصور العثمانية التي تعد الأسرة العلوية امتدادًا لها في العادات والتقاليد مع وجود بعض الفوارق، لذا وجب الرجوع لوصف حال نساء القصر العثماني، ومنه تطرقت الدراسة لوصف حرملك محمد علي باشا، وصولاً لحرملك الخديو إسماعيل الذي اختلف في شخصيته وثقافته عمن سبقوه في الحكم، وقد هدفت الكاتبة من هذا الرصد التاريخي إلى تتبع تطور حياة النساء في تلك القصور، إذ إن هذا انعكس فيما بعد على أدوارهن بشكل فعال وكبير في المجتمع المصري.