الوصف
كنت الصحفي المسؤول عن تحرير كل ما يخص القراء من مشكلات إنسانية أو مظالم أو مشكلات عاطفية، وكانت هذه المراسلات تتم عبر البريد الورقي. لم يكن قد انتشر الانترنت بالشكل الحالي، ولم تكن غالبية الناس تعرف شيئا عن البريد الإلكتروني (الميل)، وكانت الغالبية العظمى من المشكلات تصلني إما عن طريق الهاتف الأرضي، أو البريد الورقي.
كانت الخطابات كثيرة جدًا إلى حد أنها عبارة عن “أكوام متلتة” بجوار مكتبي الرابض في ركن بعيد من الغرفة التي يجلس فيها أربعة صحفيين، كنت أقرأ وأصنف هذه المراسلات في أربعة فئات، الأولى المشاكل الإنسانية والمظالم، وهذه في صفحة “استراحة المظاليم”. والثانية المقالات، وتنشر في صفحتي “الحوار”، أما الفئة الثالثة وهي القصائد الشعرية أو القصص القصيرة، يتم نشرها في صفحة “ساعة تجلي”، وتمثل الفئة الرابعة وهي المشاكل أو الخلافات العاطفية، فكانت في البداية تنشر في باب “قلبي ولكن لا أملكه”، وكنت أوقعه بلقب مستعار هو “مستشار العشاق”، ولما كثرت الخطابات والاتصالات التلفونية القادمة من أصحاب القلوب المولعة والموجعة بـ”الحب”، تم التوسع في الباب وصار صفحة كاملة، ولكن باسم آخر هو “الوتر الحساس”.